استقبل مستشفى أي.م.م.س الناصرة- الانجليزي مؤخرًا، حالة طبية خطيرة استوجبت تدخل طبي معقد ودقيق وذلك للحرج الموجود في الحالة، من تضخم شديد في الشريان الأبهر، الى ما يقارب ثلاثة أضعاف حجمه الطبيعي مما يشكل خطر وشيك على حياة المريض. التضخم في الشريان الأبهر (المعروف بالعربية بـ”أم الدم”) يعتبر واحد من الأمراض غير المحسوسة عند المريض، والتي قد تقتله بشكل مفاجئ حال إنفجارها.
بعد الفحوصات العديدة، السريعة والدقيقة للطاقم الطبي الذي تكون من: د. أكرم أبو فول، د. فكتور عساف، د. الياس جورج حلو، د. محمد عمري ود. عادل طه. صارحوا المتعالج السيد وليد فاهوم، ابن الناصرة، بخطورة عملية القسطرة هذه وحساسيتها. أراد السيد فاهوم، وبكل إصرار وثقة إجراء العملية القسطرة على أيدي المختصين المتواجدين في قسم القسطرة في مستشفى الناصرة فقط! وذلك لثقته وإيمانه بالطاقات الموجودة في هذا الطاقم الطبي، رغم خوضهم إياها للمرة الاولى في مستشفى الناصرة!
كان أمام الطاقم المعالج الإمكانية لإرسال المريض الى أحد مستشفيات البلاد لإجراء العملية الجراحية المعقدة التي تعالج بواسطة القسطرة، أو عملية جراحية كبيرة تتضمن شق بطن المريض، ناهيك عن الخطورة الجديّة بمثل هذه العمليّات. لكن إصرار المريض على تلقي العلاج في مستشفى الناصرة، والخبرة الطبيّة للدكتور أكرم أبو فول مدير قسم القسطرة، والمهنية والمسؤوليّة للدكتور فكتور عساف مدير قسم الجراحة وجراحة الأوعية الدموية، وبدعم وثقة كبيرين من إدارة المستشفى تقرر إجراء العملية في مستشفى الناصرة لأول مرة.
وخلال الحديث مع السيد وليد فاهوم، شدد وبكل إيمان على الطاقة الكونية التي مصدرها الله، التي لولاها لما كان لهذه العملية أن تنجح، فإيمانه بقدرة الله الواسعة، ومشيئته تعالى، كللت العملية المعقدة التي استمرت 6 ساعات متواصلة بنجاح.
وقال مدير المستشفى الدكتور فهد حكيم “هذه العملية جندت كافة طواقم المستشفى وكانت بحاجة لتنسيق وتعاون غير مسبوق في المستوى الطبّي والتمريضي على نطاق المستشفى خصوصا وأنها تنفذ للمرة الأولى في المستشفى. فلقد رزقنا بالأستاذ وليد الذي أعطانا كل الثقة، والذي أيقن أن “على هذه الأرض ما يستحق الحياة…” وفي هذا المستشفى ما يستحق التقدير ويستجدي الأمل”.
ويضيف فاهوم، “كان لدي إحساس داخلي قوي بأن العملية سوف تنجح! وأن الحياة ما زالت تنتظرني.. لذلك وبكل ثقة سلمت نفسي لطاقم طبي كفوء. وهنا علينا التوقف برهة ونثبت لجميع أهالي البلد والمنطقة بأنه لدينا طاقات هائلة بين الاطباء والممرضين في مستشفى الانجليزي، وجدير بنا أن نعطيهم ثقتنا! “الفرنجي مش برنجي” لأنه لدينا بين أطباءنا وطاقم العاملين أجمعين في مستشفياتنا وخاصة مستشفى الانجليزي إمكانيات وقدرات عملية وعلمية تستحق التقدير والثقة”.
وفي نطاق حديث مع د. فكتور عساف مدير قسم الجراحة وجراحة الأوعية الدموية في مستشفى الناصرة: “بحسب الاحصائيات، يُتوفى في إسرائيل كلّ عام قرابة 400 شخص من أم الدم في الشريان الأورطي. فإن زيادة الوعي لهذا المرض، وفحص الأولتراساوند البسيط نسبيًا يتمّكن من تشخيص هذا المرض. وكذلك زيادة الوعي لكون القسطرة لتصحيح هذا المرض متوفر ويساهم في إنقاذ حياة الآخرين، وهو الان متوفر في مستشفى الناصرة.” ويوصي د. فكتور عساف بفحص كلّ رجل يتراوح عمره بين 65 و74 عامًا، ويدخّن حاليًّا أو قد دخّن في الماضي. فهذا فحص أولتراساوند للبطن لا يسبّب الألم أو المضاعفات، وقد ينقذ الحياة، كما أنّه مشمول في سلّة الصحّة.
ويضيف الدكتور أكرم أبو فول مدير قسم القسطرة في مستشفى الناصرة، صاحب الخبرة والمهارة الفائقة في هذا المجال “في الماضي اشتملت كلّ عملية جراحية لتصحيح أم الدم على فتح البطن تحت البنج الكلّيّ. وكانت تتلي تلك العمليات فترة طويلة من الشفاء من العملية، ومن الالام التي تتلي شق البطن، ناهيك عن المضاعفات من التهابات وتفتقات وتجلطات في الارجل وندبة كبيرة. وفي السنوات الاخيرة تطورت طريقة إجراء العملية داخل الوعاء الدمويّ – مثل القسطرة – بواسطة إدخال دعامة (ستينت) إلى الشريان الأورطي عن طريق شرايين الرجلين.” فقد قام الدكتور أكرم بعلاج عشرات حالات، في البلاد والخارج، والان في الناصرة أيضا.
فمن جهته يشدد الدكتور محمد عمري مدير قسم القلب: “وجود قسم قسطرة في وسطنا العربي الذي يرى المريض بنظرة كاملة من حيث أمراض القلب والأوعية الدموية هي بشرى سارة لشعبنا. وان العلاجات الجديدة والتفوّق الطبي هو ما يجعلنا العنوان الأول لأهلنا في الناصرة والقضاء”.